واقع ومجالات الاستثمار في سوق الطاقة التركي – عنفات الرياح

إذا أخذنا نظرة عامة على حالة مشاريع طاقة الرياح في تركيا، فسنجد أنه تم إنشاء أول محطة لطاقة الرياح في عام 1998 في منطقة شيشمه (Çeşme) في إزمير بطاقة 1.5 ميجا وات. ومن عام 1998 إلى عام 2005، لم تحدث تطورات مهمة في مجال محطات طاقة الرياح. ومع ذلك، مع قانون الطاقة المتجددة رقم 5346 والتكنولوجيا المتقدمة، والتي دخلت حيز التنفيذ في 10 مايو 2005، أحرزت تركيا تقدما كبيرا في مجال طاقة الرياح.

معدل زيادة انتاج الطاقة عن طريق الرياح في تركيا

ووفقاً لبيانات وزارة الطاقة والموارد المائية في عام 2018.فقد بلغت مقدار الطاقة المولدة عن طريق الرياح 8.7 ميجا وات في عام 1998، لتصل في نهاية عام 2018 إلى 6400 ميجا وات.  لتحتل بذلك تركيا المرتبة الثامنة أوروبياً في إنتاج الطاقة المولدة عن طريق الرياح. هذا وتحتل الصين المرتبة الأولى بإنتاج مقداره 19.660 ميجا وات.


التوزع الجغرافي للمحطات

هذا وتتوزع محطات طاقة الرياح في تركيا جغرافياً في المناطق التالية: إيجة وبحر مرمرة والبحر الأبيض المتوسط ​​والأناضول الوسطى والبحر الأسود وجنوب شرق الأناضول.

ومن حيث الولايات التي توجد فيها محطات الرياح، تأتي ولاية إزمير في المرتبة الاولى حيث تنتشر فيها العديد من محطات طاقة الرياح. ويتبع إزمير كلاً من باليكسير ومانيسا وهاتاي وتشاناكالي. وفي المجمل، تنتشر محطات توليد طاقة الرياح في 28 ولاية تركية.


 وبالنسبة للعلامات التجارية المصنعة لمعدات طاقة الرياح الأكثر تفضيلا هي على النحو التالي: Nordex -Vestas – ENERCON

حيث يتم يتوزع انتاج هذه العلامات على الشكل التالي 30% من الإنتاج يذهب إلى السوق المحلي في تركيا و70% يتم تصديره للخارج.

 وفقا للبيان الذي أصدرته وزارة الطاقة والموارد الطبيعية، تم الإبلاغ عن أنه سعي منها على أن تكون تركيا من بين الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، سيتم طرح مشاريع استثمارية للتوليد الطاقة عن طريق الرياح على مدار العشر سنوات القادمة ومقدارها 1 جيجا وات سنوياً.

توليد الطاقة الكهربائية عن طريق عنفات الرياح

ان استخدام الطاقة المتجددة يعد أكثر الحلول ملائمة لكثير من الدول في العالم لمواجهة مشكلة تغير المناخ وتوابعها ولتنمية الصناعات المحلية وأول ما يخطر في البال الطاقة الشمسية نظراً لكونها مصدر طاقة نظيف وغير منتهي – لكن واقع التطور العالمي في مختلف تكنولوجيا الطاقة المتجددة يقدم طرحاً أخر ألا وهو طاقة الرياح وهي تأتي بالترتيب الثاني بعد طاقة المساقط المائية.


طاقة الرياح:

عنفات الرياح في محطة توليد طاقة في ولاية موغلا

في يومنا هذا، مازالت أسعار النفط والغاز تواصل الارتفاع إلى مستويات قياسية. ومع التطورات الاقتصادية والنمو السكاني وتطور الصناعة، ويرافق هذا كله زيادة في الاستهلاك وزيادة في الطلب العالمي على الطاقة، وكما نعلم جميعًا، فإن الوقود الأحفوري المستخدم لتلبية احتياجاتنا العالمية من الطاقة يتسبب في تغير المناخ وارتفاع دراجات الحرارة وتطور مشكلة الاحتباس الحراري.

ولا تكمن مشكلة الاعتماد على الوقود الأحفوري بتأثيراته السلبية على البيئة فقط، بل تمتد أيضاً إلى كونها تعتبر من مصادر الطاقة التي قاربت على النفاذ. حيث معدل استهلاك الطاقة في العالم يساوي 300 ألف مرة معدل تكوين الوقود الأحفوري. أي أننا نستهلك 1000 عام من تكوين الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتنا من الطاقة لمدة يوم واحد. وهذا دليل كبير على أن موارد الوقود الأحفوري سوف تنفض في قريب.

لكل هذه الأسباب، تحولت الكثير من الدول إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الكهرومائية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية.

بفضل التطورات الأخيرة في تكنولوجيا توربينات الرياح، وخاصة من حيث النوع والارتفاع، انخفضت تكاليف إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح وأصبحت طاقة الرياح في وضع يمكنها من منافسة أنواع الوقود الأحفوري. لذلك، تدعم البلدان المتقدمة والنامية الاستثمارات في طاقة الرياح.

تشير الأبحاث إلى أن توربينات الرياح بطاقة 500 كيلو وات لديها قدرة مكافئة للأعمال اللازمة لتنظيف الغلاف الجوي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي توفرها 57000 شجرة. فإذا تمت تلبية ما نسبته 10٪ فقط من احتياجات العالم من الطاقة عن طريق الرياح بحلول عام 2025، سيتم تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بمقدار 1.41 مليون طن.

وتتميز توربينات الرياح بتكلفتها المنخفضة مقارنة بالطاقات المتجددة الأخرى، خاصة في مرحلة الاستثمار الأولية والتي تعتبر من المراحل الأكثر تكلفة لأي مشروع استثماري.


العوامل الأساسية المؤثرة على إنتاجية مزارع عنفات الرياح

سرعة الرياح: لا تتناسب الطاقة الكامنة في الرياح طردياً مع سرعة الرياح فقط. بل تتناسب طردياً مع مكعب سرعة الرياح. وعلى سبيل المثال إذا كانت سرعة الرياح في موقع ما ضعف سرعتها في موقع آخر فإن الطاقة الكامنة للرياح في الموقع الأول ستزيد ثمانية أضعاف عن تلك الكامنة في رياح الموقع الثاني الأبطأ، ومن هنا تأتي الأهمية للتعرف على المواقع الجغرافية صاحبة النسبة الأعلى في سرعة الرياح ورسم الخرائط.

كثافة الهواء: وهي علاقة طردية أي كلما كان الموقع أبرد كلما زادت كثافة الهواء وكلما زادت الطاقة الممكن توليدها في الرياح المارة به والعكس صحيح.

المساحة الدائرية التي سيمر خلالها الهواء عبر التوربين: وهذه المساحة الدائرية تتناسب مع مربع طول شفرة التوربين والتي تمثل نصف قطر المساحة الدائرية. لذلك يجب زيادة طول شفرة التوربين وبالتالي زيادة قطر دوران شفرات التوربين.